انطلقت رحلة المنتخب الوطني المغربي النسوي لأقل من 17 سنة في كأس العالم 2025 بمواجهة نارية ضد البرازيل، عملاق كرة القدم العالمية. وعلى الرغم من أن النتيجة النهائية آلت إلى خسارة لبناتنا بثلاثة أهداف نظيفة، إلا أن الإشارة الأهم لم تكن في الأرقام على لوحة التسجيل، بل في الروح العالية والأداء الذي عكس إصرار وعزيمة فتيات في مقتبل العمر يخضن غمار أكبر محفل كروي عالمي على أرض الوطن.
المدرب أنور مغينيا، بحكمته وواقعيته، عبر عن رضاه التام عن المجهود الذي بذلته اللاعبات. كلماته لم تكن مجرد مواساة، بل تقديراً حقيقياً لتفانيهن في الملعب، خاصة وأن الخصم كان من طراز عالمي يفوقهن خبرة وتجربة. هذا الرضا يؤكد أن الهدف الأسمى من المشاركة يتجاوز الفوز والخسارة في مباراة واحدة، ليركز على بناء جيل من اللاعبات القادرات على تمثيل المغرب في المستقبل بأفضل صورة.
مواجهة منتخب بحجم البرازيل في افتتاح كأس العالم على أرضك وبين جماهيرك، هو بحد ذاته درس لا يقدر بثمن. إنه فرصة للوقوف على مستوى كرة القدم العالمية، واختبار الصلابة الذهنية والتكتيكية تحت ضغط هائل. هذه التجربة، رغم مرارة الخسارة، ستصقل شخصية اللاعبات وتضيف إلى رصيدهن المعرفي والمهاري ما لا يمكن تحصيله في أي تدريب أو مباراة ودية.
الآن، تتجه الأنظار نحو التحدي القادم والمتمثل في مواجهة المنتخب الإيطالي. هذه المباراة ليست مجرد فرصة لتعويض الخسارة، بل هي اختبار حقيقي لقدرة اللاعبات على استخلاص الدروس من اللقاء الأول وتطبيقها. إنها فرصة لإظهار مرونة التكيف، وتعديل الاستراتيجيات، والظهور بوجه مغاير يعكس الإصرار على المضي قدماً في البطولة، وتقديم كرة قدم مغربية قادرة على المنافسة.
إن ما قدمته صقور الأطلس الشابات في هذه المباراة الافتتاحية يستحق كل التشجيع والدعم. فالهدف الأهم هو بناء مستقبل مشرق لكرة القدم النسوية المغربية. هذه اللاعبات هن البذرة التي ستنمو لتصبح شجرة وارفة الظلال. وبدعم جماهيرهن وثقتهن، ستواصل الفتيات المغربيات كتابة فصول مجد جديد، متسلحات بالروح القتالية والإصرار على رفع راية الوطن عالياً في كل محفل.
المصدر:https://al3omk.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق