في عالم كرة القدم، حيث تتداخل الأحلام مع خيبة الأمل في غضون ثوانٍ، تكتسب مباريات تصفيات كأس العالم أهمية خاصة. كل نقطة، كل هدف، وكل صافرة تحمل وزن أمة بأكملها. ولعل هذا ما شهدناه مؤخراً في لقاء جمع بين منتخب ليبيا الشقيق والرأس الأخضر، مواجهة كانت مليئة بالإثارة والتقلبات، وانتهت فصولها بنتيجة لم تكن متوقعة بعد مجرياتها الأولية.
كانت الأجواء مشحونة بالترقب، حيث تقدم المنتخب الليبي بثلاثة أهداف نظيفة، ليضع نفسه في موقف قوي ومريح للغاية مع اقتراب نهاية المباراة. بدا الانتصار مؤكداً، وكانت الجماهير تستعد للاحتفال بنقاط ثمينة في مشوار التأهل الصعب. في تلك اللحظات الحاسمة، كان حارس المرمى، مراد الوحيشي، يقف كآخر خط دفاع، تتجه إليه الأنظار مع كل هجمة محتملة من الخصم الذي كان يسعى لتقليص الفارق.
لكن القدر كان يخفي مفاجأة قاسية. ففي الدقيقة السادسة والسبعين، وفي لحظة بدا فيها التركيز يتشتت، ارتكب الحارس مراد الوحيشي خطأً غير متوقع، تحول إلى كرة في شباكه. هذا الهدف لم يكن مجرد هدف يقلص الفارق، بل كان بمثابة الشرارة التي أعادت الحياة لمنتخب الرأس الأخضر، ومنحته الأمل في العودة إلى المباراة بعد أن كان مستسلماً للهزيمة. كان خطأً مؤثراً غيّر مسار اللقاء بشكل كامل.
الكرة، كما يقال، "صديقة لمن يلعبها"، لكنها قد تكون قاسية أيضاً في لحظات الغفلة. هذا الهدف الدرامي قلب الموازين النفسية للفريقين. فبينما اهتزت ثقة الليبيين، ارتفعت معنويات لاعبي الرأس الأخضر بشكل لا يصدق، ليضغطوا بكل قوتهم ويسجلوا هدف التعادل في الدقائق الأخيرة، لتنتهي المباراة بثلاثة أهداف لكل فريق. خسارة نقطتين غاليتين في مثل هذه المرحلة المتقدمة من التصفيات قد يكون لها تداعيات كبيرة على حظوظ التأهل.
تظل كرة القدم لعبة الأخطاء، وحراس المرمى هم الأكثر عرضة لذلك النقد القاسي بسبب طبيعة مركزهم. إنها لحظة يتعلم منها الجميع، من اللاعبين إلى المدربين، بأن المباراة لا تنتهي حتى صافرة الحكم النهائية. وبالرغم من خيبة الأمل، يجب أن يستخلص المنتخب الليبي الدروس من هذا اللقاء، ويعزز من قوته الذهنية والتكتيكية للمضي قدماً في مشوار التأهل، فالمنافسة على مقعد في كأس العالم لا ترحم الأخطاء.
المصدر:https://www.echoroukonline.com

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق