تتجه أنظار الجماهير الكروية في المنطقة نحو مدينة جدة، حيث بدأت بعثة المنتخب العراقي لكرة القدم بالتوافد تدريجياً استعداداً لمواجهة حاسمة في الملحق الآسيوي. هذه الطريقة غير التقليدية لوصول الفريق، والتي تشمل دفعات متتالية من اللاعبين والإداريين، تثير العديد من التساؤلات حول الجدوى اللوجستية والفنية في فترة حاسمة تتطلب أقصى درجات التركيز والانسجام.
اللافت في هذه الاستراتيجية هو تأخر وصول نخبة من المحترفين العراقيين الذين ينشطون في الدوريات الأوروبية والعربية المرموقة. فوصول هؤلاء النجوم، الذين يشكلون العمود الفقري للفريق ويحملون آمال الجماهير العريضة، على دفعات متأخرة يطرح تحدياً حقيقياً أمام الجهاز الفني. فكل دقيقة تدريب جماعي تصبح ثمينة، والوقت المتاح لدمج اللاعبين المحترفين في الخطط التكتيكية للفريق يتقلص بشكل ملحوظ.
ربما تكون هذه الطريقة، والتي يمكن وصفها بـ 'الوصول المتدرج'، محاولة لتخفيف أعباء السفر على اللاعبين القادمين من رحلات طويلة، أو قد تكون فرضتها التزامات الأندية التي ينتمون إليها. لكن مهما كانت الأسباب، فإنها تضع المدرب أمام معضلة حقيقية: كيف يحقق الانسجام المطلوب والجاهزية البدنية والذهنية المثلى لفريق يضم لاعبين لم يتدربوا معاً لوقت كافٍ قبل مواجهة مصيرية كهذه؟
المواجهة المنتظرة ليست مجرد مباراة عادية، بل هي محطة حاسمة في طريق التأهل للمحافل الكروية الكبرى. فالخصم الذي سيواجه أسود الرافدين سيكون بلا شك على أهبة الاستعداد، مستفيداً من عامل الأرض والجمهور. هذه الظروف تزيد من أهمية كل تفصيل في عملية الإعداد، وتجعل من التحديات اللوجستية نقطة محورية قد تؤثر على الأداء داخل المستطيل الأخضر.
رغم كل هذه التحديات، يبقى الأمل معقوداً على الروح القتالية المعروفة للمنتخب العراقي وقدرته على تجاوز الصعاب. تاريخ الكرة العراقية مليء بالقصص التي أثبت فيها الفريق قدرته على إبهار الجميع وتخطي الظروف المعقدة. ومع وصول جميع أفراد البعثة، نتطلع لمشاهدة مواجهة كروية حافلة بالندية، ونأمل أن يكون 'الوصول المتدرج' خطوة نحو إنجاز تاريخي ينتظره عشاق كرة القدم العراقية بفارغ الصبر.
المصدر:https://hihi2.com

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق