عقّب ديربي القاهرة الأخير، الذي حمل في طياته الكثير من التوقعات والخيبات، غبار كثيف على أروقة نادي الزمالك العريق. لم تكن مجرد هزيمة عادية، بل كانت إشارة واضحة إلى أن هناك شيئًا ما ليس على ما يرام داخل القلعة البيضاء. باتت الأنظار كلها تتجه نحو قرار مصيري قد يحدد مسار الفريق في قادم الأيام والبطولات، قرار يتعلق بمن سيقود الدفة الفنية في هذه المرحلة الحرجة.
في قلب هذه العاصفة، يقف المدرب البرتغالي المخضرم، فيريرا، الذي شهد فترات ذهبية مع الفريق، ولكنه يواجه اليوم تحديات جمة. الشارع الزملكاوي منقسم حوله، بين من يرى فيه الأمل المتبقي للخروج من هذه الدوامة، ومن يحمله مسؤولية التراجع الأخير، مشيرين إلى تكتيكات وصفها البعض بالمربكة. ومن المنتظر أن يُحسم مصيره بعد المواجهة المرتقبة أمام غزل المحلة، لتُطوى بذلك صفحة من صفحات التكهنات التي طالت كثيراً.
لم تقتصر التداعيات على الأداء داخل المستطيل الأخضر، بل امتدت لتشمل تصريحات نارية من رموز وخبراء الكرة. حيث أشار البعض إلى أن التخبط الفني قد أثر سلباً على الفريق، بينما ذهب آخرون، ومنهم نجوم سابقون للنادي، إلى أبعد من ذلك، موجهين انتقادات لاذعة لمسؤولين داخل النادي، ومحذرين من محاولات قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الكيان برمته. هذه التصريحات تضع ضوءاً على صراع داخلي أعمق من مجرد نتيجة مباراة.
المحللون والمدربون السابقون حاولوا تفكيك أسباب الخسائر المتتالية، لا سيما أمام الغريم التقليدي. فبينما يرى البعض أن الإرهاق البدني للاعبين وتذبذب مستواهم عامل رئيسي، يشير آخرون إلى القرارات الفنية في المباريات الكبرى، والتي لم تخدم مصالح الفريق بالشكل الأمثل. بغض النظر عن التفاصيل، فإن ما هو واضح هو أن الزمالك يمر بمرحلة تتطلب مراجعة شاملة لكل الجوانب، بدءاً من الإعداد البدني وصولاً إلى التخطيط التكتيكي.
إنها لحظة حاسمة في تاريخ النادي الملكي، فالمستقبل يحمل في طياته تحديات كبيرة سواء على الصعيد المحلي أو القاري. بغض النظر عن مصير فيريرا، فإن الأهم هو أن يجد الزمالك طريقه نحو الاستقرار والتجديد، بعيداً عن الصراعات الداخلية والتصريحات الإعلامية التي تزيد من حدة الأزمة. يحتاج الفريق وجماهيره إلى رؤية واضحة وخطوات عملية تعيد للقلعة البيضاء بريقها وتضمن لها المنافسة على الألقاب التي طالما اعتادت عليها.
المصدر:https://news.google.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق