تتسارع دقات قلوب الجماهير السعودية مع اقتراب الموعد الحاسم، حيث يضع المنتخب الوطني اللمسات الأخيرة على استعداداته لمواجهة منتخب العراق الشقيق. هذه ليست مجرد مباراة عادية، بل هي محطة مفصلية في رحلة البحث عن تذكرة العبور إلى مونديال 2026. كل الأنظار تتجه نحو جدة، حيث سيُخاض هذا اللقاء المصيري يوم الثلاثاء المقبل، في ختام منافسات المجموعة الثانية من الملحق الآسيوي.
المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، المعروف بحنكته وقراءته الدقيقة للمباريات، يعمل بجد لضمان أقصى جاهزية للاعبيه. ويبدو أن استراتيجية رينارد تقوم على إدارة الجهد بذكاء، فقد عمد إلى تقسيم لاعبيه إلى مجموعتين؛ حيث خصص تدريبات استشفائية للاعبين الذين خاضوا لقاء إندونيسيا الأخير، مع التركيز على استعادة لياقتهم داخل الصالة الرياضية. بينما خاضت المجموعة الثانية تدريبات مكثفة على أرض الملعب، وهو ما يعكس سعيه لتجهيز كل عناصره البديلة والمكملة بأفضل شكل ممكن، ليكون الجميع على أهبة الاستعداد لأي طارئ أو تغيير تكتيكي.
مواجهة العراق لن تكون سهلة بأي حال من الأحوال. فالمنتخب العراقي يمتلك تاريخًا عريقًا وشغفًا كبيرًا بكرة القدم، ومن المؤكد أنه سيخوض المباراة بروح قتالية عالية ورغبة جامحة في تحقيق نتيجة إيجابية. هذا اللقاء يمثل تحديًا حقيقيًا لقدرة الأخضر على التعامل مع الضغوط، وإظهار عزيمته في تحقيق الهدف الأسمى وهو التأهل للمحفل العالمي. الأمر يتطلب تركيزًا لا يلين وتطبيقًا صارمًا للخطط الفنية.
الضغط الجماهيري والإعلامي سيكون كبيرًا بلا شك، وهو جزء لا يتجزأ من هذه اللحظات الحاسمة في مسيرة أي منتخب يسعى لتحقيق طموحات أمته. لكن هذا الضغط يمكن أن يتحول إلى وقود يدفع اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم، خصوصًا وأن المباراة تقام على أرضهم وبين جماهيرهم. فدعم المدرجات سيكون عاملًا فارقًا، وسلاحًا إضافيًا يعزز من حظوظ الأخضر في تجاوز هذه العقبة الأخيرة.
مع اقتراب صافرة البداية، كل الآمال معلقة على قدرة رينارد ولاعبيه على ترجمة هذه الاستعدادات إلى أداء مقنع ونتيجة تضمن التأهل. إنها فرصة تاريخية لإعادة كتابة فصول المجد الكروي السعودي. الحلم الأخضر بالتواجد في كأس العالم 2026 يقترب من أن يصبح حقيقة، والأخضر على بُعد خطوة واحدة من تحقيق ذلك، ليثبت جدارته بين كبار القارات.
المصدر:https://hihi2.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق