كأس العالم في المكسيك: بين حلم الازدهار وخطر تشريد 1.5 مليون عامل - طريق الأمل

إعلان فوق المشاركات

كأس العالم في المكسيك: بين حلم الازدهار وخطر تشريد 1.5 مليون عامل

كأس العالم في المكسيك: بين حلم الازدهار وخطر تشريد 1.5 مليون عامل

شارك المقالة

حلم المونديال: بريق الفرص وواقع التحديات

مع اقتراب عام 2026، تتجه أنظار العالم بأسره نحو المكسيك، التي تستعد لاستضافة جزء من الحدث الكروي الأضخم، كأس العالم. تتطلع البلاد إلى تحقيق مكاسب اقتصادية ضخمة، وإبراز ثقافتها الغنية للعالم، وتأمل في أن تجلب هذه الاستضافة موجة من الازدهار والرخاء. لكن خلف الوعود البراقة والأضواء الساطعة، تكمن قصة أخرى، قصة آلاف الأيدي العاملة في اقتصاد الشارع، الذين يرون في هذا الحدث المنتظر فرصة ممزوجة بقلق عميق على مصدر رزقهم اليومي.

شريان الحياة الخفي: اقتصاد الشارع المكسيكي

في قلب المدن المكسيكية، لا سيما العاصمة الصاخبة، يشكل الباعة المتجولون والعاملون في القطاع غير الرسمي جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاقتصادي والاجتماعي. يعتمد ملايين الأشخاص، الذين تقدر أعدادهم بـ 1.5 مليون في هذا السياق، على هذه الأنشطة اليومية لتوفير قوت عائلاتهم. من بيع الحلويات التقليدية والمأكولات الشعبية إلى الحرف اليدوية الصغيرة، تمثل هذه التجارات الصغيرة شريان حياة حيوياً، يدعم الأسر ويعكس حيوية الشارع المكسيكي الأصيل.

مفارقة الأحداث الكبرى: من يجنون الثمار؟

غالباً ما تأتي الأحداث العالمية الضخمة، مثل كأس العالم، مصحوبة بوعود بتنمية البنية التحتية وتعزيز السياحة وخلق فرص عمل. ومع ذلك، تكشف التجربة في كثير من الأحيان عن مفارقة مؤلمة: فبينما يستفيد القطاع الرسمي والشركات الكبرى، يجد الكثيرون في القطاع غير الرسمي أنفسهم مهمشين أو حتى مطرودين من أماكن عملهم المعتادة. فالسعي لتنظيم المساحات العامة وتوفير الأمن قد يتعارض بشكل مباشر مع نمط حياة هؤلاء الباعة، الذين يخشون فقدان مواقعهم القريبة من الملاعب الحيوية مثل ملعب أزتيكا الأسطوري.

"توقعات صفر": قلق يومي يهدد لقمة العيش

بالنسبة للعديد من هؤلاء الباعة، لا تقتصر المخاوف على مجرد تقليل الأرباح، بل تتعداها إلى تهديد مباشر لأساس وجودهم. عبارات مثل "التوقعات صفر" ليست مجرد تشاؤم، بل تعكس خوفاً حقيقياً من عدم القدرة على كسب المال الكافي لإطعام العائلة. إنها صرخة من القلب، تسلط الضوء على هشاشة حياة هؤلاء العمال، الذين قد يجدون أنفسهم فجأة محرومين من مصدر دخلهم الوحيد بسبب فعاليات تهدف نظرياً إلى تحقيق الازدهار للجميع.

نحو استضافة شاملة: دمج لا إقصاء

يفرض هذا التحدي على الجهات المنظمة والحكومات المضيفة مسؤولية كبيرة لإعادة التفكير في كيفية التخطيط لمثل هذه الأحداث الضخمة. بدلاً من إقصاء العاملين في القطاع غير الرسمي أو تهميشهم، ينبغي البحث عن حلول مبتكرة تدمجهم ضمن الرؤية الكبرى. يمكن أن يشمل ذلك تخصيص مناطق محددة للباعة، أو توفير تصاريح مؤقتة، أو برامج دعم لمساعدتهم على التكيف والاستفادة من التدفق المتوقع للسياح، بدلاً من أن يكونوا ضحايا لجهود التنظيم.

ما وراء صافرة البداية: كأس العالم ومسؤولية المجتمع

في النهاية، كأس العالم ليست مجرد بطولة لكرة القدم؛ إنها حدث يمتد تأثيره ليشمل كافة جوانب المجتمع، اقتصادياً واجتماعياً. وبينما تحتفل المكسيك بفرصة استضافة العالم، يجب ألا تغيب عن الأذهان قصة هؤلاء الملايين الذين يسعون جاهدين لكسب قوت يومهم. إن النجاح الحقيقي لأي حدث عالمي لا يقاس فقط بحجم الأرباح أو عدد السياح، بل بمدى قدرته على تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان الكرامة الإنسانية للجميع، حتى لأولئك الذين يعملون في الظل لخدمة الاقتصاد.

المصدر:https://sawaleif.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

أحدث الاخبار