تتسارع وتيرة الإثارة مع اقتراب اكتمال عقد المنتخبات المتأهلة لنهائيات كأس العالم 2026، الحدث الكروي الأضخم الذي يستضيفه التاريخ. فبعد أن حجز 42 منتخبًا مقاعدهم المباشرة، لم يتبق سوى عدد قليل من البطاقات التي ستحدد خريطة المونديال المرتقب. هذه النسخة ستكون فريدة من نوعها بكل المقاييس، فهي الأولى التي تُقام في ثلاث دول مضيفة (الولايات المتحدة وكندا والمكسيك)، والأولى أيضًا التي تشهد مشاركة 48 منتخبًا، مما يعد ببطولة استثنائية مليئة بالمفاجآت.
حقبة جديدة: توسع الأفق وتحديات التأهل
التوسع غير المسبوق في عدد المنتخبات المشاركة، من 32 إلى 48، يمثل نقلة نوعية في تاريخ كأس العالم. يهدف هذا القرار إلى إتاحة الفرصة لمزيد من الدول لإبراز مواهبها على الساحة العالمية، وتعزيز الشمولية في كرة القدم. لكن، ومع كل هذا التفاؤل، تزداد حدة المنافسة في التصفيات، حيث لا يزال الطريق محفوفًا بالصعوبات حتى لأعرق المنتخبات، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات غير متوقعة قد تؤدي إلى غياب أسماء كبيرة عن المحفل العالمي.
نجوم بمليارات الدولارات على الهامش؟
بالنظر إلى ارتفاع قيمة اللاعبين في سوق الانتقالات العالمي، يثير مصطلح "أغلى الغائبين" تساؤلات حول من هم النجوم الذين قد يحرمون من فرصة التألق في كأس العالم 2026. لا يتعلق الأمر بالضرورة بنجوم من منتخبات لم تحقق إنجازات تاريخية، بل قد يشمل لاعبين عالميين من فرق عريقة فشلت في تجاوز عتبة التصفيات الصعبة، ليجدوا أنفسهم خارج حسابات المونديال، حاملين معهم أحلام جماهيرهم وقيمتهم السوقية الهائلة.
المزيج المعقد بين الطموح والواقع
تتمتع بعض المنتخبات بقاعدة جماهيرية واسعة وتاريخ كروي عريق، لكنها غالبًا ما تواجه صعوبات بالغة في التصفيات المؤهلة للمونديال. تخيلوا معي كأس عالم يخلو من بعض أبرز المواهب الكروية العالمية، ليس بسبب الإصابة، بل لعدم تأهل منتخباتهم الوطنية. هذا السيناريو، وإن كان نادرًا، يبقى واردًا مع كل توسع، ليضع محبي كرة القدم أمام تحدي تقبل مشاهدة بطولة تنقصها بعض النكهات المعتادة، مما يؤثر على الإثارة العامة للمسابقة وربما على عوائدها التجارية أيضًا.
حسابات معقدة في الأمتار الأخيرة
مع اقتراب نهاية التصفيات في مختلف القارات، تزداد الضغوط على المنتخبات التي لم تحسم تأهلها بعد. كل مباراة تصبح بمثابة نهائي، وكل نقطة قد تكون الفارق بين المشاركة التاريخية والغياب المؤلم. لا يزال هناك عدد قليل من المنتخبات تنتظر الحسم، وربما تحمل هذه المباريات الأخيرة مفاجآت صادمة تضاف إلى قائمة المنتخبات التي ستغيب، وبالتالي إلى قائمة اللاعبين الكبار الذين سيتوارون عن الأضواء المونديالية.
خاتمة: توازن صعب بين الفرص والأسف
كأس العالم 2026 يمثل حقبة جديدة لكرة القدم العالمية، حاملة معها وعودًا بفرص أوسع للعديد من الدول. لكن في قلب هذا التوسع، يكمن احتمال مرارة الغياب لبعض ألمع النجوم، ممن قد لا يتمكنون من إظهار إمكاناتهم على أكبر مسرح كروي. إنها المعادلة الصعبة بين تحقيق الشمولية والحفاظ على قمة المنافسة، وبين فرحة التأهل لأول مرة وأسف غياب أصحاب القيمة السوقية العالية. ومع ذلك، يبقى الشغف باللعبة سيد الموقف، والترقب كبيرًا لبطولة ستظل محط أنظار العالم أجمع.
المصدر:https://sawaleif.com

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق