ضغط المقارنات: عندما يصبح تفسير الخسارة "جريمة" لمدرب و"فطنة" لآخر - طريق الأمل

إعلان فوق المشاركات

ضغط المقارنات: عندما يصبح تفسير الخسارة "جريمة" لمدرب و"فطنة" لآخر

ضغط المقارنات: عندما يصبح تفسير الخسارة "جريمة" لمدرب و"فطنة" لآخر

شارك المقالة

مقدمة: وهم العدالة في النقد الكروي

تُعد كرة القدم عالماً مليئاً بالشغف والدراما، ولكنها أيضاً مسرحاً للعديد من التناقضات، خاصة فيما يتعلق بتقييم أداء المدربين. غالباً ما نرى كيف يمكن لتصريح واحد أو نتيجة مباراة واحدة أن تُفسر بطرق مختلفة تماماً، ليس بناءً على الواقع الموضوعي، بل على الهوية والتاريخ المحيط بالمدرب والنادي الذي يدربه. هذا التفاوت في النقد يثير تساؤلات جدية حول مدى عدالة المعايير المطبقة.

عندما يمر "التبرير" مرور الكرام

في بعض الأحيان، يمكن لمدرب أن يعزو خسارة مؤلمة أو أداءً باهتاً إلى تفاصيل دقيقة أو ظروف غير مرئية، ويبدو أن هذه التفسيرات تُقبل بهدوء أو حتى تُعتبر حكمة منه. قد يُنظر إلى قوله بأن "الأمور الصغيرة" هي من حسمت النتيجة، وكأنه تحليل عميق يدرك خبايا اللعبة، حتى وإن كانت المباراة قد شهدت سيطرة واضحة للخصم أو أخطاء فادحة. هذه المرونة في التقييم تمنح بعض المدربين مساحة للتنفس قد لا تتاح لغيرهم.

سيناريو آخر: عاصفة الانتقادات لا ترحم

لكن ماذا لو كان المدرب في سيناريو مختلف تماماً؟ تخيل مدرباً آخر، يعمل تحت ضغط هائل في نادٍ جماهيري عملاق، يتفوه بنفس الكلمات بعد هزيمة قاسية. حينها، لن تمر هذه التصريحات مرور الكرام أبداً. سيتعرض المدرب لوابل من الانتقادات اللاذعة من الإعلام والجماهير على حد سواء، وسوف تُفسر كلماته على أنها تهرب من المسؤولية، أو عدم فهم لواقع المباراة، أو حتى "تبرير" غير مقبول لفشل واضح، مهما كانت نيته.

جذور الازدواجية: بين التاريخ والتوقعات

هذا التباين الصارخ في ردود الأفعال لا ينبع من مجرد صدفة. إنه متجذر في عدة عوامل معقدة؛ أبرزها تاريخ المدرب مع النادي، التوقعات الموضوعة عليه، الصورة الإعلامية التي يتم بناؤها حوله، وحجم الشغف الجماهيري الذي يحيط بالفريق. فمدرب قديم يُحمل على عاتقه إرثاً كبيراً، أو مدرب لم يحقق النجاح المتوقع، غالباً ما يجد نفسه تحت مجهر أكثر صرامة، حيث تُضخم أخطاؤه وتُقلل من إنجازاته.

ضريبة كرسي التدريب: عقلية القطيع والنقد المتحيز

يُظهر هذا السيناريو بوضوح الضغوط الهائلة التي يتعرض لها المدربون. فكرسي التدريب ليس مجرد وظيفة فنية، بل هو ساحة معركة نفسية وإعلامية. إن الوقوع في مرمى نقد "القطيع" أو التعرض لتحيز إعلامي يجعل المهمة أصعب بكثير من مجرد التكتيكات والخطط. يتطلب الأمر قوة ذهنية استثنائية لتحمل هذا الضغط المستمر، لا سيما عندما تكون المعايير المطبقة متغيرة وغير عادلة.

دعوة إلى الموضوعية: لتقييم أكثر إنصافاً

في النهاية، يجب علينا كمتابعين ومشجعين وإعلاميين أن نسعى جاهدين نحو تقييم أكثر موضوعية وإنصافاً لأداء المدربين. أن نتجاوز العواطف والانتماءات وننظر إلى الحقائق بعين مجردة. فالضغط المفروض على المدربين في الأندية الكبرى كافٍ بحد ذاته، ولا يجب أن تضاف إليه ازدواجية في المعايير النقدية التي تُشوه الصورة الحقيقية للعمل الشاق والتحديات التي يواجهونها يومياً. لندع التحليل الفني هو المعيار، لا هوية المدرب أو النادي.

المصدر:https://hihi2.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

أحدث الاخبار