عودة مظفرة
بعد فترة قصيرة من التعادلات التي قد تكون أثارت بعض القلق بين جماهيره، عاد فريق كومو الإيطالي ليُعلن عن نفسه بقوة ويزلزل شباك مضيفه تورينو بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد. لم يكن هذا مجرد فوز عادي، بل كان استعراضًا للقوة والإصرار، يؤكد أن الفريق لم يفقد بريقه وأنه مستعد لمواصلة مسيرته الطموحة في الدوري. هذه النتيجة المدوية لم تعزز فقط ثقة اللاعبين، بل أرسلت رسالة واضحة للمنافسين بأن كومو قادم بقوة.
ترتيب متغير وطموح متصاعد
الانتصار الكبير لم يكن مجرد ثلاث نقاط تضاف إلى رصيد كومو، بل نقله إلى المركز السادس في سلم الترتيب العام برصيد 21 نقطة، مما يضعه بقوة ضمن فرق المقدمة التي تتنافس على المراكز الأوروبية أو على الأقل على ترسيخ مكانتها في النخبة. على النقيض تمامًا، يجد تورينو نفسه في دوامة من تراجع النتائج، حيث يواصل نزيف النقاط ويتجمد رصيده عند 14 نقطة في المركز الثاني عشر، مما يضع ضغطًا كبيرًا على الفريق وإدارته لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
خماسية متعددة الجنسيات
ما يميز خماسية كومو الساحقة هو التنوع الكبير في مصادر الأهداف، مما يعكس العمل الجماعي والقوة الهجومية الشاملة للفريق. افتتح الهولندي المتألق جايدن أداي أهداف كومو بهدفين مميزين، تلاهما الإسباني خاكوبو رامون، ومن ثم الأرجنتيني نيكو باس، ليختتم البديل الكرواتي مارتن باتورينا مهرجان الأهداف. هذا التنوع يظهر أن كومو لا يعتمد على نجم واحد، بل يمتلك العديد من الأوراق الرابحة القادرة على هز الشباك، بينما كان هدف تورينو الوحيد من نصيب نيكولا فلاشيتش من ركلة جزاء، لم يكن كافيًا لتغيير مجرى المباراة.
بصمة فابريجاس التكتيكية
لا يمكن الحديث عن نجاحات كومو دون الإشارة إلى الدور المحوري لمدربه الإسباني سيسك فابريجاس. تحت قيادته، تحول الفريق إلى ماكينة لا تُقهر، حيث حافظ على سجله خاليًا من الهزائم لعشر مباريات متتالية، محققًا أربعة انتصارات وستة تعادلات. هذا الاستقرار والثبات في الأداء هو خير دليل على الرؤية التكتيكية الثاقبة لفابريجاس وقدرته على غرس الروح القتالية والانضباط في صفوف لاعبيه، وهو ما انعكس على أرض الملعب بنتائج مبهرة كان أبرزها الفوز على يوفنتوس 2-0 في وقت سابق من الموسم.
مسيرة استثنائية
مسيرة كومو هذا الموسم تبدو استثنائية بكل المقاييس. الفريق الذي استهل موسمه بفوز كبير على لاتسيو بهدفين نظيفين، لم يتعرض سوى لهزيمة وحيدة حتى الآن، كانت أمام بولونيا بهدف نظيف في الجولة الثانية. هذه الإحصائيات تؤكد أن فوزهم على تورينو لم يكن مجرد صدفة، بل هو استمرار لنمط أداء قوي وثابت، يبني عليه الفريق طموحاته الكبيرة لموسم ناجح، وقد يكون حافزًا له لتحقيق مفاجآت أكبر في قادم المواعيد.
مستقبل واعد
يستمر كومو في إبهار عشاق كرة القدم الإيطالية بأدائه المتصاعد ونتائجه القوية. الانتصار الساحق على تورينو ليس مجرد محطة عابرة، بل هو تأكيد على أن هذا الفريق، بقيادة مدربه الشاب الطموح فابريجاس، يمتلك المقومات الكافية ليكون الحصان الأسود للدوري. مع كل مباراة، يثبت كومو أنه ليس مجرد منافس عابر، بل قوة لا يستهان بها، قادرة على إحداث الفارق وتقديم مستويات كروية ممتعة، مما يبشر بمستقبل مشرق للنادي وجماهيره الوفية.
المصدر:https://arriyadiyah.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق