صخب نجم في زمن الأزمة
في قلب معركة سانتوس المريرة لتفادي الهبوط من الدوري البرازيلي، تتصاعد أصوات الصراع الداخلي لتطغى على صوت صافرة التحكيم. فبعد خسارة مؤلمة أمام فلامنجو، لم تعد المشكلة مقتصرة على النتائج السلبية وحسب، بل امتدت لتشمل تباينًا حادًا في الأداء والسلوك، وتحديدًا من قبل أحد أبرز نجوم الفريق. يبدو أن الضغوط الخارجية تكشف عن شروخ عميقة داخل غرفة تبديل الملابس، مع نجم يثير الجدل أكثر من أي وقت مضى.
همسات الاعتراض.. أو صرخات؟
الأنظار كلها تتجه نحو نيمار، الذي لم يخفِ استياءه من مستوى الفريق والأخطاء الدفاعية التي كلفت سانتوس أهدافًا حاسمة. لكن بيت القصيد كان قرارات المدرب خوان بابلو فويفودا، وبالأخص قرار استبداله. هذا الغضب المعلن، سواء كان مبررًا أم لا، وضع اللاعب في مواجهة مباشرة مع إدارة النادي وربما زملائه، مما يثير تساؤلات حول مدى انسجامه مع روح الفريق في هذه الفترة العصيبة.
لغة الجسد تتحدث
لحظة التغيير أمام فلامنجو كانت محورية؛ فقبل خمس دقائق فقط من نهاية المباراة، وجد نيمار نفسه خارج الملعب ليحل محله بنجامين رولهايزر. كان رد فعله حينها صريحًا وواضحًا، حيث غادر الملعب معربًا عن غضب شديد وإيماءات اعتبرها الكثيرون، بمن فيهم زملاؤه، مبالغًا فيها وخارجة عن المألوف. مثل هذه التصرفات العلنية غالبًا ما تترك أثرًا عميقًا في نفوس اللاعبين الآخرين وتزيد من التوتر في الأجواء المتوترة أصلًا.
عبء النجومية أم عبء السلوك؟
تشير التقارير إلى أن سلوك النجم السابق لبرشلونة وباريس سان جيرمان بات يشكل «عبئًا» على الفريق، وأن صبر اللاعبين والإدارة قد نفد. ففي الوقت الذي يتوقع فيه من القادة والنجوم تقديم الدعم والتحفيز في الأوقات الصعبة، فإن أي تصرف يوحي بالاستياء أو التمرد يمكن أن يقوض الروح المعنوية للفريق بأكمله. هنا يبرز السؤال: متى يتحول التألق الفردي إلى عائق أمام النجاح الجماعي؟
اعتذار يثير المزيد من التساؤلات
رغم حالة الاستياء الواضحة، لم يخطط سانتوس لاتخاذ أي إجراءات تأديبية ضد نيمار. لكن المثير للاهتمام هو اعتذاره لزملائه، حيث صرح بأن غضبه كان نابعًا من استيائه من أداء الحكم، وليس من قرار استبداله أو أداء زملائه. هذا التبرير يفتح باب التساؤلات حول مدى صدق الاعتذار وشفافيته، وهل يهدف إلى امتصاص الغضب أم معالجة أصل المشكلة التي تكمن في سلوك اللاعب.
الغيابات المتكررة.. وقصة بلا نهاية
لا يمكن فصل هذه التطورات عن سجل نيمار في سانتوس هذا الموسم، حيث شارك في 15 مباراة فقط من أصل 32 مباراة لعبها الفريق، وغاب عن 17 مباراة أخرى بسبب الإصابات المتكررة. هذه الغيابات المتكررة، إلى جانب سلوكه المثير للجدل، تضع سانتوس في موقف صعب: كيف يمكن لفريق يقاتل من أجل البقاء أن يبني استقراره حول نجم غيابه حاضر أكثر من حضوره؟ إنها معضلة حقيقية تتطلب من سانتوس إيجاد توازن دقيق بين الاحتفاظ بموهبة نيمار وضمان وحدة وتماسك الفريق في هذه اللحظة الحاسمة.
المصدر:https://arriyadiyah.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق