الكرة المصرية: متاهة الازدواجية بعد صفعة كأس العرب - طريق الأمل

إعلان فوق المشاركات

الكرة المصرية: متاهة الازدواجية بعد صفعة كأس العرب

الكرة المصرية: متاهة الازدواجية بعد صفعة كأس العرب

شارك المقالة
فريق كرة القدم المصري

صدمة كأس العرب وتكشف الازدواجية

لا يزال صدى الخروج المخيب للمنتخب المصري من بطولة كأس العرب يتردد بقوة في الأوساط الكروية المصرية. فبعد الأداء غير المقنع للفريق الذي قاده حلمي طولان، والذي لم يكن يمثل التشكيلة الأساسية، تصاعد الجدل ليشعل النقاش حول حالة غير مسبوقة من الازدواجية تعيشها الكرة المصرية. هذه ليست مجرد نتيجة مباراة أو بطولة عابرة، بل هي مرآة تعكس تحديات أعمق وأكثر تعقيدًا تتجاوز المستطيل الأخضر.

الوجهان المتناقضان لكرة الفراعنة

تتمثل هذه الازدواجية في وجود وجهين متناقضين تمامًا لكرة القدم المصرية. من جهة، هناك المنتخب الوطني الأول، الذي يحظى بكل الدعم والاهتمام، ويضم نجومه المحترفين في كبرى الدوريات الأوروبية، وتتعلق به آمال الجماهير العريضة لتحقيق الإنجازات القارية والعالمية. ومن جهة أخرى، نجد المنتخبات الأخرى، سواء كانت منتخبات الشباب أو المنتخبات الرديفة، التي غالبًا ما تفتقر للرؤية الواضحة والإعداد الكافي، وتواجه صعوبات جمة في إثبات الذات أو بناء هوية قوية، مما يخلق فجوة كبيرة بين مستوى الطموح والواقع.

جذور الأزمة: بين التخطيط والإعداد

إن هذه الحالة من الانقسام لا تأتي من فراغ، بل هي نتاج لعدة عوامل متراكمة. يرى الكثيرون أنها تنبع من غياب استراتيجية موحدة وشاملة لتطوير كرة القدم على المدى الطويل، تركز على جميع الفئات السنية وتضمن انتقالاً سلساً للاعبين من الأكاديميات إلى المنتخبات الوطنية. كما أن الاعتماد المفرط على المواهب الفردية، بدلاً من بناء منظومة كروية متكاملة، يساهم في تفاقم المشكلة. تضاف إلى ذلك التحديات الإدارية، والتغيرات المتكررة في الأجهزة الفنية، والضغط الجماهيري والإعلامي الذي يدفع نحو تحقيق نتائج فورية على حساب البناء المستدام.

تأثير الازدواجية على الجماهير والمستقبل

لا يمكن إغفال التأثير العميق لهذه الازدواجية على الجماهير المصرية العاشقة لكرة القدم، التي تتأرجح مشاعرها بين الفرح العارم عند تحقيق المنتخب الأول للانتصارات، والإحباط المرير عند تعثر المنتخبات الأخرى. هذا التباين يؤثر على ثقة الجماهير في المنظومة ككل، ويخلق حالة من عدم الاستقرار العاطفي. أما على مستوى مستقبل الكرة المصرية، فإن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى نضوب المواهب وعدم قدرة الأجيال الجديدة على سد الفراغ الذي يخلفه النجوم الحاليون، مما يهدد بتراجع مكانة مصر الكروية على الساحة القارية والدولية.

نحو تجاوز الأزمة: خارطة طريق للإصلاح

للخروج من هذه المتاهة، يتطلب الأمر تبني خارطة طريق واضحة للإصلاح الشامل. يجب أن تبدأ هذه الخارطة بوضع رؤية موحدة وواضحة لجميع المنتخبات الوطنية، مع تحديد أدوار وأهداف كل منها بشكل دقيق. يتوجب الاستثمار بقوة في قطاعات الناشئين والأكاديميات الكروية، وتطوير البنية التحتية، وتوفير الدعم الفني والإداري المستمر لجميع المستويات. كما أن التركيز على التخطيط طويل المدى، بعيدًا عن التفكير في الحلول المؤقتة، سيضمن بناء قاعدة صلبة ومستدامة لكرة القدم المصرية.

مستقبل الكرة المصرية: تحدي الوحدة والنهضة

إن خروج المنتخب من كأس العرب كان بمثابة جرس إنذار ضروري، يذكرنا بأن الكرة المصرية، بتاريخها العريق ومواهبها المتفجرة، لا يمكن أن تتقدم وهي تعيش هذه الازدواجية. التحدي الأكبر يكمن في توحيد الجهود والرؤى، وصهر جميع مكونات اللعبة في بوتقة واحدة تعمل بتناغم وانسجام. عندها فقط، يمكن للفراعنة أن يستعيدوا بريقهم، ويحققوا الإنجازات التي تليق بتاريخهم وشغف جماهيرهم، لتبدأ صفحة جديدة من النهضة الكروية الشاملة.


المصدر:https://www.albayan.ae

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

أحدث الاخبار