مستقبل الأمراض المدارية في بريطانيا: هل يهدد البعوض الغازي وحمى الضنك الأمن الصحي للمملكة المتحدة؟ - طريق الأمل

إعلان فوق المشاركات

مستقبل الأمراض المدارية في بريطانيا: هل يهدد البعوض الغازي وحمى الضنك الأمن الصحي للمملكة المتحدة؟

مستقبل الأمراض المدارية في بريطانيا: هل يهدد البعوض الغازي وحمى الضنك الأمن الصحي للمملكة المتحدة؟

شارك المقالة


في تطور لافت يُنذر بتحديات بيئية وصحية جديدة، أصدرت الأوساط العلمية تحذيراً عاجلاً عقب رصد أنواع من البعوض قادرة على نقل أمراض استوائية فتاكة ضمن الحدود البريطانية للمرة الأولى. وقد كشفت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) عن اكتشاف بيوض لكل من البعوضة المصرية (Aedes aegypti) وبعوضة النمر الآسيوية (Aedes albopictus)، وهي ناقلات معروفة لأمراض خطيرة كحمى الضنك، وفيروس شيكونغونيا، وحمى زيكا.

نتائج المراقبة وسابقة الكشف:

جاء هذا الكشف إثر برنامج مراقبة شامل استمر لخمس سنوات، حيث تم العثور على بيوض البعوضة المصرية، التي تُعرف بـ "بعوضة الحمى الصفراء"، في عام 2023 داخل منشأة لتخزين البضائع بالقرب من مطار هيثرو. وفي العام التالي، سُجل اكتشاف بيوض بعوضة النمر الآسيوية في محيط محطة خدمات على الطريق السريع M20 في مقاطعة كنت.

وعلى الرغم من أن الدلائل الحالية تُصنف هذه الاكتشافات على أنها "حالات توغل معزولة" ولم يثبت بعد استيطان أي من النوعين بشكل دائم في المملكة المتحدة، إلا أن المخاوف تتزايد حول احتمالية تحولها إلى تهديد مستدام. وقد تم تفعيل إجراءات رقابة وتحكم مُعززة في المواقع المكتشفة، بالتعاون مع ملاك الأراضي، لإزالة أي بيئات تكاثر محتملة.

التغير المناخي ومخاطر الاستيطان:

يربط خبراء الأوبئة والبيئة هذا الظهور المفاجئ بالتأثيرات المتصاعدة للتغير المناخي. فقد أكد الدكتور سيريل كاميناد، الخبير في انتشار البعوض الغازي من جامعة ليفربول، أن وجود هذه الأنواع يُعد "إنذاراً مستقبلياً"، خاصة وأن ارتفاع درجات الحرارة واعتدال فصول الشتاء يجعل البيئة البريطانية أكثر ملاءمة بشكل تدريجي لاستقرار وتكاثر هذه الأنواع الغازية.

ومع ذلك، يشير البروفيسور هيذر فيرغسون، اختصاصي بيئة الأمراض المعدية، إلى أن الخطر الفوري على الصحة العامة محدود حالياً. ويعود ذلك إلى أن عملية انتقال الفيروسات لا تقتصر على وجود البعوض فحسب، بل تتطلب أيضاً درجات حرارة مرتفعة ومستدامة تمكن الفيروسات من البقاء والتكاثر داخل جسم البعوض. وتوضح الأبحاث أن فيروس حمى الضنك، على سبيل المثال، يحتاج إلى درجات حرارة تفوق 28-30 درجة مئوية لعدة أسابيع متواصلة كي ينتشر على نطاق واسع، وهي ظروف نادرة الحدوث في المناخ البريطاني الحالي.


التوقعات المستقبلية والانتشار المحتمل:

على المدى الطويل، تظل التوقعات مدعاة للقلق. وتشير دراسات إلى أن بعوضة النمر قد تصبح قادرة على التكاثر والنشاط خلال أشهر الصيف في لندن وجنوب شرق إنجلترا في غضون الخمسين عاماً القادمة. فإذا استقرت أعداد البعوض وارتفعت درجات الحرارة بالقدر الكافي الذي يسمح بتكاثر الفيروسات، فقد تواجه المملكة المتحدة في نهاية المطاف "تفشيات موضعية محتملة" في المستقبل. وتُشدد الأبحاث على أن منطقتي التايمز ومقاطعة كنت ستكونان الأكثر عرضة للتأثر، مع احتمالية انتشار البعوض في أجزاء واسعة من إنجلترا بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين في حال استمرار ارتفاع درجات الحرارة.

ويُؤكد الخبراء أن المراقبة المستمرة واتخاذ الإجراءات الوقائية الفعالة هما المفتاح للحد من خطر استيطان هذه الأنواع والحفاظ على الأمن الصحي العام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

أحدث الاخبار