في خطوة تاريخية تُبشر بمستقبل أكثر استدامة، سلّمت الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة مؤخرًا "العلامة الخضراء" الأولى من نوعها في قطاع الدهانات لشركة العبور للبويات والصناعات الكيماوية "باكين"، وتحديدًا لمنتجها "شايني سيلك 1160". هذا الإنجاز يضع "باكين" في صدارة الشركات المصرية التي تتبنى معايير الإنتاج الصديق للبيئة، ويعد نقطة تحول بارزة في مسيرة الصناعة الوطنية نحو التوافق مع الرؤى العالمية للتنمية المستدامة.
ليست "العلامة الخضراء" مجرد شهادة تُضاف إلى سجل الإنجازات، بل هي تتويج لجهود مكثفة لضمان أن المنتج يلبي معايير بيئية صارمة. إنها تعني أن دهانات "باكين" قد اجتازت اختبارات دقيقة لتقلل من انبعاثات المواد الضارة، وتضمن سلامة المستخدمين والبيئة على حد سواء. هذا التوجه يعكس وعياً عميقاً بأهمية المواءمة مع التحديات المناخية العالمية، ويضع منتجاتنا الوطنية في مصاف المنتجات العالمية التي تحافظ على كوكبنا.
هذا الاعتراف البيئي له أبعاد تتجاوز شركة واحدة. فهو بمثابة دعوة مفتوحة وتحفيز قوي لبقية الصناعات المصرية لتحذو حذو "باكين" وتتبنى ممارسات إنتاج أكثر استدامة. عندما تلتزم الشركات بتقديم منتجات آمنة وصديقة للبيئة، فإنها لا تساهم فقط في حماية الموارد الطبيعية وتقليل البصمة الكربونية، بل تعزز أيضاً من مكانة مصر على خريطة الصناعات العالمية المسؤولة وتفتح أبواباً لأسواق جديدة تقدر الجودة البيئية.
من وجهة نظري، تمثل هذه الخطوة نقلة نوعية في فلسفة الإنتاج والتسويق بمصر. لم يعد المستهلك يبحث عن الجودة والسعر فقط، بل أصبح الوعي البيئي والصحي عاملاً حاسماً في قرارات الشراء. هذا يدفع الشركات إلى الابتكار وتطوير منتجات لا تلبي الاحتياجات الوظيفية فحسب، بل تراعي أيضاً أثرها على البيئة والإنسان. إن حصول "باكين" على هذه العلامة الخضراء يمنحها ميزة تنافسية واضحة ويؤكد أن الاستثمار في الاستدامة هو استثمار حكيم في المستقبل.
في الختام، إن تسليم أول علامة خضراء للدهانات في مصر ليس مجرد خبر عابر، بل هو إشارة واضحة على أن القطاع الصناعي المصري يتجه بخطى ثابتة نحو التنمية المستدامة والمسؤولية البيئية. نتطلع إلى رؤية المزيد من الشركات والمؤسسات تتبنى هذا النهج، لترسم مصر مستقبلها بألوان خضراء تليق بطموح شعبها وتطلعاته نحو بيئة نظيفة وصحة أفضل للأجيال القادمة.
المصدر:https://www.shorouknews.com

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق