في حادثة تثير تساؤلات حول القيادة والتحليل القائم على البيانات، كشفت تقارير إخبارية تفاصيل جديدة عن أجواء التوتر التي سادت شركة "إكس" (تويتر سابقاً) بعد استحواذ الملياردير إيلون ماسك عليها، وتحديداً ما يتعلق بهوسه بمدى انتشار تغريداته. وقد انتهى الأمر بفصل مهندس بارز بعد أن تجرأ على تقديم تفسير منطقي، مدعوم بالبيانات، لتراجع تفاعل الجمهور مع منشورات المالك الجديد للمنصة.
الاستياء من تدني الانطباعات:
ذكرت التقارير أن إيلون ماسك أبدى استياءً شديداً في اجتماع مع كبار موظفي "إكس"، مستنكراً حصوله على "عشرات الآلاف فقط من الانطباعات" لتغريداته، على الرغم من امتلاكه أكثر من 100 مليون متابع، واصفاً الموقف بـ "السخيف". وكلف ماسك فرق الهندسة بإجراء تحقيق شامل لمعرفة ما إذا كانت خوارزمية المنصة تقوم بـ "تقييد وصوله" بشكل غير عادل.
الحقيقة الصادمة من البيانات:
بعد دراسة معمقة، أكد المهندسون أنه لا يوجد أي دليل يشير إلى وجود تحيز خوارزمي ضد حسابه. وعندما قدم أحد كبار المهندسين المتبقين في الشركة التفسير المحتمل لتراجع التفاعل، أثار غضب الملياردير. أوضح المهندس أن التفسير الجوهري يكمن في "تضاؤل الاهتمام العام" بشخص ماسك وتغريداته، بعد مرور ما يقرب من عام على عرضه لشراء تويتر.
ولدعم هذا التحليل، عرض المهندس بيانات داخلية، بالإضافة إلى رسم بياني مستمد من مؤشرات جوجل (Google Trends)، حيث أشار إلى أن شعبية ماسك في محركات البحث كانت قد بلغت ذروتها القصوى (بمعدل 100) في أبريل الذي سبق الصفقة، لكنها انخفضت بشكل حاد لتصل إلى معدل 9 فقط وقت انعقاد الاجتماع. بعبارة أخرى، لم تكن المشكلة في الخوارزمية، بل في اهتمام الجمهور المتناقص.
قرار الفصل الفوري:
الرد من إيلون ماسك على هذه الشفافية المدعومة بالأدلة كان سريعاً وغير متوقع، حيث وجه حديثه للمهندس قائلاً: "أنت مطرود، أنت مطرود".
تُسلط هذه الحادثة الضوء على الأجواء المضطربة والتحديات التي واجهت شركة "إكس" في أعقاب الاستحواذ، وتشير إلى مدى حساسية المالك الجديد تجاه أي تحليل ينال من تأثيره الشخصي أو مدى وصوله على المنصة التي يمتلكها. وقد وصفت الحادثة، التي وردت تفاصيلها في تقارير صحفية، بأنها مثال صارخ على مدى قلق ماسك بشأن تفاعله الشخصي وتأثيره في الفضاء الرقمي.
المصدر: ديلى ميل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق