في كل مباراة، هناك لاعبون يخطفون الأضواء بالأهداف والتمريرات الحاسمة، وهناك من يعمل بصمت وجهد متواصل ليشكل العمود الفقري للفريق. مانويل لوكاتيلي هو بالتأكيد من الفئة الثانية، وقد أظهر ذلك بوضوح في مواجهة فيورنتينا الأخيرة. أداء شامل وتقييم مرتفع بلغ 7.8 كان خير دليل على مدى تأثيره المحوري، حتى وإن لم يتصدر عناوين الصحف بلقطات مذهلة.
محرك خط الوسط: لوكاتيلي يتألق
منذ صافرة البداية وحتى النهاية، تواجد لوكاتيلي على أرض الملعب لمدة 90 دقيقة كاملة، مؤكداً على ثقة المدرب الكبيرة في قدراته البدنية والفنية. هذا الحضور المستمر سمح له بالتحكم في إيقاع اللعب وتوجيه زملائه، ليكون بمثابة الدينامو الذي لا يتوقف في منتصف الميدان، يربط الخطوط ويمنح الاستقرار الضروري للفريق في واحدة من أصعب المباريات.
دقة التمرير: نبض الإيقاع
يمتاز لوكاتيلي بذكائه الكبير في التمرير، وهو ما تجلى بوضوح في أرقامه ضد الفيولا. نفذ 85 تمريرة، نجح منها 77 تمريرة بدقة مذهلة بلغت 91%. هذه النسبة العالية ليست مجرد إحصائية، بل هي مؤشر على قدرته الفائقة على الاحتفاظ بالكرة وتوزيع اللعب بفعالية. أضف إلى ذلك نجاحه في 8 كرات طويلة، مما يكشف عن رؤيته الثاقبة وقدرته على كسر خطوط الخصم بتمريرات متقنة من العمق.
لمسة هجومية: أكثر من مجرد تمرير
على الرغم من دوره المحوري في بناء اللعب وتأمينه، لم يغفل لوكاتيلي عن المساهمة الهجومية. بـ102 لمسة للكرة، كان اللاعب الأكثر نشاطاً في فريقه، مما يعكس تواجده المستمر في مختلف مناطق الملعب. كما سدد 3 كرات نحو المرمى، إحداها كانت بين الخشبات الثلاث، وهو ما يبرز رغبته الدائمة في الاقتراب من منطقة الخطورة وصنع الفارق، حتى وإن لم يحالفه الحظ بالتسجيل.
صلابة دفاعية: الحاجز الأول
لا يكتمل دور لوكاتيلي كلاعب وسط متكامل إلا بجهده الدفاعي اللافت. في هذه المباراة، نجح في استخلاص الكرة 5 مرات، وهي تدخلات حاسمة تمنع هجمات الخصم. بالإضافة إلى ذلك، اعترض تسديدة واحدة كانت في طريقها نحو المرمى، واسترجع الكرة 10 مرات، مما يؤكد على قدرته على قراءة اللعب وافتكاك الكرات، ليكون بمثابة الحاجز الأول قبل وصول الخطر إلى الدفاع.
قيمة لا تقدر بثمن: الأرقام تحكي القصة
التقييم المرتفع الذي حصل عليه لوكاتيلي (7.8) يترجم بوضوح القيمة الحقيقية لأدائه. هذا التقييم يعكس الأداء الشامل الذي قدمه، والذي يجمع بين الإتقان في التمرير، النشاط في بناء الهجمات، والفعالية في الجانب الدفاعي. إنه نوع الأداء الذي قد لا يجذب الأضواء بنفس قدر الأهداف، لكنه أساسي لبناء فريق قوي ومتوازن قادر على المنافسة في أعلى المستويات.
خاتمة: دعامة لا غنى عنها
في الختام، يثبت مانويل لوكاتيلي مباراة بعد أخرى أنه أكثر من مجرد لاعب وسط؛ إنه قلب نابض، محرك لا يكل، وقائد صامت يدير دفة فريقه بمهارة واتزان. أداؤه ضد فيورنتينا كان مثالاً حياً على هذه السمات، مؤكداً على أنه دعامة أساسية لا غنى عنها في أي تشكيلة تسعى لتحقيق النجاح والاستمرارية. وجود لاعب بمثل هذا الاتساق والفعالية هو كنز حقيقي لأي فريق طموح.
المصدر:https://hihi2.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق