سفير الفراعنة يحلّق عالياً
في خطوة إبداعية تعكس رؤية طموحة لتعزيز مكانة مصر الثقافية والسياحية عالمياً، أطلقت شركة مصر للطيران مبادرة فريدة من نوعها لتحويل أسطولها الجوي إلى سفير متجول للمتحف المصري الكبير. لم تعد الطائرات مجرد وسيلة نقل عابرة للقارات، بل أصبحت منصات إعلانية متحركة، تحمل رسالة التراث المصري العريق إلى كل زاوية من زوايا الكرة الأرضية. هذه الشراكة الاستراتيجية بين الناقل الوطني وصرح ثقافي بحجم المتحف الكبير، تمثل نموذجاً يحتذى به في الترويج المتكامل.
تحفة فنية في سماء العالم
يتجسد جوهر هذه الحملة في تصميم طائرة كاملة خصيصاً لتحمل الهوية البصرية وشعار المتحف المصري الكبير. هذه الطائرة، التي تتزين بألوان ورموز الحضارة المصرية الخالدة، لا تهدف فقط إلى نقل الركاب، بل إلى لفت الأنظار وإثارة الفضول في المطارات والعواصم العالمية التي تحط فيها رحالها. إنها لوحة فنية محلقة، تروي قصة آلاف السنين من التاريخ، وتدعو المسافرين من كل حدب وصوب لاكتشاف كنوز مصر القديمة بأعينهم.
رحلة ثقافية تبدأ قبل الهبوط
لم تقتصر الحملة على المظهر الخارجي للطائرات فحسب، بل امتدت لتشمل تجربة المسافرين الداخلية أيضاً. فمنذ لحظة صعودهم على متن رحلات مصر للطيران، يُستقبل الركاب بأجواء ترويجية للمتحف. تبث أفلام وثائقية تعريفية عن المتحف وأنشطته عبر شاشات الترفيه على متن الطائرات، لتقدم لمحة عن ما ينتظرهم. ولمسة إضافية مميزة، يتم تقديم قوالب الشوكولاتة الفاخرة التي تحمل شعار المتحف كتذكار شهي، لتترك انطباعاً حلواً ودائماً في أذهانهم.
من السماء إلى قلب المطار: حضور لا يُنسى
تتجاوز استراتيجية الترويج الطائرة ذاتها لتشمل نقاط تواصل متعددة مع المسافرين. تم تزيين مساند الرأس داخل الطائرات بشعار المتحف، ووضع علامته التجارية في صالات الاستراحة الخاصة بمصر للطيران ومكاتبها المنتشرة حول العالم. علاوة على ذلك، يتم عرض فيلم ترويجي جذاب داخل مطار القاهرة الدولي، ليضمن أن تكون تجربة الوصول إلى مصر، أو حتى العبور منها، جزءاً لا يتجزأ من رحلة استكشاف المتحف المصري الكبير. إنها تجربة شاملة تُحضر الزائر من لحظة مغادرته حتى وصوله إلى وجهته الثقافية.
استراتيجية ذكية لترويج كنوز مصر
إن هذه المبادرة ليست مجرد حملة إعلانية عادية، بل هي استراتيجية تسويقية عميقة تهدف إلى ترسيخ المتحف المصري الكبير كوجهة سياحية وثقافية عالمية لا غنى عنها. من خلال دمج الترويج للمتحف في تجربة السفر الجوي، تستغل مصر قدرة مصر للطيران على الوصول إلى جماهير دولية واسعة، وتعد بتجربة لا تُنسى تبدأ من آلاف الأقدام فوق سطح الأرض. تعكس هذه الخطوة التزاماً وطنياً بتسليط الضوء على الإرث الحضاري لمصر وتجديد جاذبيتها السياحية.
مستقبل السياحة الثقافية: آفاق جديدة
بذلك، تتحول الرحلة الجوية من مجرد وسيلة انتقال إلى مقدمة مشوقة لزيارة صرح ثقافي عظيم. تعزز هذه الحملة المتكاملة من مكانة مصر كمركز عالمي للسياحة الثقافية، وتوحي بمستقبل مشرق يربط بين عراقة الماضي وإبداع الحاضر. إنها دعوة مفتوحة للعالم لاستكشاف كنوز الحضارة المصرية الخالدة، التي تنتظرهم في المتحف المصري الكبير، وليست مجرد دعوة لزيارة موقع، بل لدخول عالم من التاريخ والجمال الذي يتجسد في كل تفصيلة من تفاصيل هذا المتحف الفريد.
المصدر:https://www.shorouknews.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق